رؤيتها في المنام أمن للخائف وخوف للآمن وربما دلت الجبانة على الخوف والرجاء والرجوع إلى الهدى بعد الضلالة ورؤية جبانة أهل الشرك هم ونكد وخوف وشك في الدين ورؤيتها تدل على أماكن البدع والسجن الموحش والجبانة تدل على الآخرة لأنها ركابها واليها يمضي من صل إليها وهي محبس أجسام من صار إليها وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي عن الدنيا والبكاء والمواعظ وربما دلت الجبانة على الموت لأنها داره وربما دلت على دار الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لأن من فيها موتى والموت في التأويل فساد في الدين وربما دلت على دور المنحفين بالأعمال المهلكة والفساد ودور الزناة ودور الخمرة التي فيها السكارى مطروحين كالموتى ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون اللّه تعالى ولا ترتفع لهم أعمال وربما دلت على السجن لأن الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضاً في اليقظة صار إليها ومات من علته ولا سيما إن كان بنى فيها بيتاً أو داراً فإن لم يكن مريضاً فانظر فإن كان في حين دخوله متخشعاً باكياً أو تالياً لكتاب اللّه تعالى أو مصلياً إلى القبلة فإنه يكون مداخلاً لأهل الخير وحلق الذكر وينال نسكاً وينتفع بما يراه أو يسمع وإن كان حين دخوله مكشوفاً أو ضاحكاً أو بائلاً على القبور أو ماشياً مع الموتى فإنه يداخل أهل الشر والفسوق وفساد الدين ويختارهم على ما هم عليه وإن دخلها بالأذان وعظ من لا يتعظ وأمر بالمعروف لمن لا يأتمر وقام في حق وشهد صدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين والمقابر المعروفة أمر حق.
فإن رأى أنه دخل المقابر المعروفة لينزجر بدخولها وقال كلام بر وحكمة وإنابة فإنه يدخل في أمر حق ينصب فيه وإن لم ينزجر فإنه في أمر يغفل فيه ومن دخل مقبرة أو داس عظام الموتى برجله ثبر.