من رآه في المنام فإنه رجل مبارك كثير الخير، كثير السفر، صاحب نسك ويرضى بالقليل ويرزق معرفة الطلب، أو أنه لا يصيبه مكروه في تلك السنة، أو يصير زاهداً سائحاً في الأرض وينجو مما يخاف، ومن رآه ومن رأى: أنه تحول في صورته أو لبس ثوباً من أثوابه وكان سلطاناً عظم سلطانه، وإن كان عالماً كثر نفعه وظهرت فضائله، وإن كان طبيباً كثر توفيقه، وإن رآه وكان خائفاً أمن، وتدل رؤياه على العز والبركة أينما حل، وإذا رآه المريض نجا وشفي، ورؤياه تدل على ظهور شيء يتعجب الناس منه، وعلى حصول العدل والرخاء، والمرأة الحامل إذا رأت عيسى عليه السلام ولدت غلاماً طبيباً.
ورؤيا عيسى عليه السلام تدل على الشك في الدين، فإن اليهود قالوا: قتلناه وصلبناه، قال تعالى: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ". وقال تعالى: " وقالت النصارى المسيح إبن الله ". وقال تعالى: " ما اتخذ الله من ولد ". وربما اتهم الرائي بتهمة وهو منها بريء أو ربما كذب عليه، أو على أمه. وربما دلت رؤيته على البشارة لأنه بشرنا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وربما دلت رؤيته على إجابة الدعاء، أو على الغضب والسخط ولأن الذين سألوا المائدة ولم يؤمنوا بها ولا بعيسى مسخوا خنازير، كما مسخ الذين اعتدوا في السبت من قوم موسى عليه السلام قردة، وتدل رؤيته على التردد من مصر إلى الشام، ومن الشام إلى مصر، وإن كان الرائي خامل الذكر في بدء أمره دل على حسن توفيقه لأنه ينزل من السماء في آخر الزمان ويقتل الدجال ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً، وهذا النزول يدل على البركات وهلاك الكافرين ونصر المؤمنين